mercredi 22 décembre 2010

"صيحات" تهريب البشر إلى أوربا

مع تنامي العزوف عن ركوب قوارب الموت، تفتقت عبقرية البعض من خلال ابتكار أساليب جديدة ومذهلة، لتهريب البشر إلى بلاد ما وراء البحر

سيارات المسافرين تعبر تباعا إلى جوف الباخرة الكبيرة الراسية بميناء طنجة، بينما رجال الأمن والجمارك يؤدون عملهم، بكثير من الحيطة والحذر، خشية مغافلتهم من طرف بعض مهربي المحظورات. كان انتباه رجال الأمن والجمارك مركزا على تجار المخدرات، أو حتى العملة، ولم يكن أحدهم يظن أو يعتقد أن السيارة العائلية الزرقاء، تخفي ثلاثة أشخاص لتهريبهم سرا إلى اسبانيا.
لم يكن يظهر للعيان أي أثر للمهاجرين السريين، ولولا الارتباك الذي بدا على السائق، لما انتبه أحد إلى ما وراء "الأكمة"، إذ انتظر رجل الجمارك إلى أن حان دور السائق للإدلاء بجواز سفره ووثائق السيارة، ثم بدأ يحوم حول السيارة، ويتفحصها بإمعان، قبل أن يطالب السائق بالنزول، ثم دخل إلى السيارة من أجل القيام باللازم.

حشو وتلفيف

استغرق الموظف وقتا طويلا في تفتيش السيارة، قبل أن يفاجأ بأول مهاجر سري متلبسا داخل غلاف المقعد الذي يجلس عليه سائق السيارة، وهو ما أثار، في بداية الأمر، شعورا بالضحك والسخرية، من الحيلة "الجهنمية" التي اهتدى إليها هذا المهرب المحنك لتمرير المهاجرين السريين من الميناء المحروس، دون أن ينتبه أحد.
استخراج المهاجر الأول، خلق حماسا لدى رجال الأمن والجمارك الذين تجمهروا حول السيارة، وعمقوا التفتيش لاستكناه أسرارها وخباياها، فانتهى الأمر إلى الكشف عن مهاجرين آخرين، كانوا محشوين بعناية داخل المقاعد الخلفية للسيـــــارة.
التحقيق مع المتهم أسفر عن اعترافات تكشف نجاحه في عمليات مماثلة عدة، مشيرا إلى أنه "استنسخ" هذه الفكرة العجيبة من فيلم أمريكي، سبق أن شاهده في إحدى القاعات السينمائية، كما أقر المهاجرون السريون الموقوفون بدفعهم مبالغ مالية تقدر بثلاثة ملايين سنتيم إلى المهرب.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Powered by Blogger